الخميس، 10 يناير 2013

مع النظاميين



مع النظاميين :

وإن الحركية داخل أي مجتمع مسلم يجب أن لاتقصي أي مسلم، وتكون في جوهرها ملكا لكل المسلمين لاحركة لبعضهم دون الآخرين..والغريب أن العديد من حركاتنا ترسم إطارها الخاص دون مراعاة ولا دراسة متأنية حتى للحركات التي سبقتها، مما جعلنا نجد بعض الجماعات الناجحة حقا أعلنت اختصاصها ولا تدعي الشمولية بل اختصت فقط بالدعوة مثلا لأولى مبادئ الإسلام كجماعة التبليغ أو للتربية الروحية كما حال الزوايا الصوفية أو لمناقشة الفكر الإسلامي كما حال نوادي الفكر الإسلامي ..والتي لم تدخل كلها في صراعات سياسية وإن كانت تمارس الوعي السياسي..إلا أن ا لمشكل يكمن في بعض الحركات السياسية الإسلامية التي اقتصرت على تنظير ما.. وألزمت أتباعها به برفض كلي لكل من ينتقده ولو عن صواب : فكان هناك قالب حزبي سابق أصبح أكثر من مقدس مما جعل هاته الحركات لاتقبل التنوع داخلها ولا تخلق إطارا لكل الإسلاميين الأمر الذي أسقطنا في ذنب قوله تعالى : » كل حزب بما لديهم فرحون » بل ولحد امتلاك الجماعات الإسلامية لأفراد معينين وبأفكار أشخاص محددين يحرمون القراءة لمن سواهم..وهاته الجماعات تبقى ضعيفة الوعي أمام السلطات التي لها أطر ذووا كفاءات عليا تؤكد علميا مدى قصور فهم هاته الجماعات التي تدعي الشمولية رغم قصورها ورغم نقد العديد من العلماء والفقهاء البارزين لها.
فنجد من هاته الجماعات من تضم في أحسن الأحوال كثلة مفكرين لهم اتجاه واحد وأهداف جد محدودة وغالبا ما يصلون بهاته الطريقة لبعض الأهداف التي رسموها ككل الأحزاب، لكن بنفيهم لأي اتصال مع الآخرين..وهكذا يصلون بسرعة حتى للسلط المدنية كالبلديات والبرلمان.وربما الحكومات...ليمثلوا حالة خاصة بين الإسلاميين...لكن لتزيد منهم الجماعات المعارضة للنظام سخطا وغيبة :إذ يتساءلون » كيف ساغ لهم هذا التسرع ليتصدع بذلك جسم المعارضة الإسلامية ،لحد اتهامهم بالعمالة للنظام وتكسير الجسم الصلب لمعارضة الجماعات الإسلامية؟ »..
وهؤلاء لهم وجهتهم الخاصة التي يجب أن تحترم،فهم :
ـ لايومنون بالقومة التي تنادي بها الحركات الإنقلابية
ـ لهم موقف غير متصلب من النظام الحاكم
ـ يساندون السياسة الرسمية بالإكتفاء فقط بنقد بعض عوراتها ومعارضة بعض تشريعاتها التي تناقض الشريعة بكل وضوح.
ـ يومنون بالديمقراطيات كوسيلة للتغيير باسم الإسلام
ـ لايناهضون العلمانية في جملتها
ـ لهم علاقات حميمية مع النظام
ـ ركزوا على المناداة بنفس الحقوق الحقة التي ينادي بها السياسيون العلمانيون كحقوق الإنسان والمرأة والعمال والطفل والموظفين
ـ لايثيرون المواضيع التي تثير سخط النظام
ـ يومنون بالتدرج
ـ يومنون بنجاع تراكم التجاريب
ـ لهم أطر لها ثقلها في الدولة
ـ إنتماء العديد من العلماء البارزين لمنطقهم
ـ واقعية اجتهادهم رغم أنهم قولبوا موقفهم الإسلامي على الواقع ولم يحاولوا قولبة الواقع لمبادئ الإسلام السياسي كما شأن الجماعات الأخرى
ـ احتواؤهم للعديد من الوصوليين والتسلقيين و »المنافقين » كباقي الأحزاب العلمانية
ـ تيسير النظام للعديد من تحركاته
ـ اتخاذ النظام لهم كورقة مساندة ضد الحركات المومنة بالقومة العارمة
ـ استياء العديد من الإسلاميين من مواقفهم لحد اتهامهم بالعمالة .
ـ نجاحهم في إقناع العديد من الأطر الحزبية والكفاءات لمساندتهم
ـ عمق مستويات تحليلهم الفقهي والفكري..
.......وزد على ذلك كل الحسنات الواقعية التي يصفق لها كل معتدل وكل السيئات التي غالبا ما تقع فيها مثل هاته الأحزاب في بدايتها ،لكنهم بحمد الله حققوا العديد من المكاسب : » كإيصال الصوت الإسلامي لأعلى الهيئات والمؤسسات.. واختراقهم للعديد من مؤسسات الدولة..ونجاحهم في تغيير العديد من المناكر على المستوى الأعلى.. » لكن الكمال لله ولا ريب في أن هؤلاء أيضا لهم من الحسنات الكبرى ما استفادت منه حتى الحركات المناهضة لهم من إسلاميين وعلمانيين على السواء..دون أن نتناسى سلبيات تياراتهم.
وهكذا يتضح أن لكل من « الجماعات المناهضة للنظام والحركات المساندة بتحفظ » سلبياتها وإيجابياتها التي من الواجب عليها الإستفادة منها أولا قبل أي تيار آخر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق