حول الطاغوتية :
وإن العدو الحقيقي للمذهبية الإسلامية هو الإمبريالية المحاربة سرا وعلانية لديننا الحنيف، وهي الطاغوت الأكبرالذي يجب أن نستعد له أيما استعداد بإبليسه اليهود الذين لهم هدف بين وهو السيطرة على كل العالم وقد قدروا على ذلك وأمالوا كل العالم لسياساتهم الإستكبارية وركع الكل لمخططاتهم ولم يقف أمام تحقيق مطامعهم إلا المسلمون وبكل دقة الإسلاميون الذين يعلمون يقينا أن لانصر لليهود علينا إذا ما تمسكنا بديننا الحنيف وأعلناها قومة إسلامية عالمية على اليهود وعلى كل الواجهات : وهذا ليس بالأمر الهين وهم يحاربوننا بمشروع صهيوني كامل وحركات ماسونية وصليبية متماسكة فقد توحد كل العالم معهم ضدنا والمسلمون والعالم الإسلامي كله في مأزق اليوم وأمريكا تعصف على كل من تقوى عوده أو إيمانه فينا بتهمة الإرهاب وغيرها من التهم ..وهاته هي الطاغوتية الكبرى التي يجب الإستعداد لها استعدادا حضاريا كاملا.. فالتفوق الغربي اليوم علينا ليس تفوقا عسكريا فحسب بل هو تفوق في العديد من الميادين وله استراتيجيات وسياسات عميقة لاستقراره والإبقاء عليه. وذلك لن يتم إلا بقبضة حديدية من الغرب على العالم الإسلامي الذي صار العدو الموحد لليهود والغرب كله.. بل وزد عليهما كل من يرى في الإسلام خطرا يهدد العالم كما سرب اليهود ذلك للغرب من زمان .
فنحن إذن أمام طاغوت إمبريالي لايرحم نساءنا ولا أطفالنا اليوم ولن يرحم ضعفنا غدا ولن يتوانى على حربنا.. وهو يرى فينا الثقافة المضادة التي يجب تطويعها طوعا أو كرها لمصالحة، وقد تحقق له ذلك مع سياساتنا الرسمية لكن العائق اليوم أمامه : ليس حكام المسلمين بل المومنين فينا بالمذهبية الإسلامية كمستقبل لازم لكل الإنسانية.. ولهذا فهو يضادنا لأنه يرى أن حضارته أولى بقيادة العالم من تخلفنا الذي يراه على كل الواجهات.. ومن ديننا الذي شوهته الصحافات العالمية بإيعاز من اليهود كما شوهت مظهره الحضاري العديد من جماعاتنا القاصرة ثقافاتها ..
فأمريكا طاغوت يجب الإستعداد لربء كيده
وإسرائيل مغتصبة يجب تكبيل ظلمها
والغرب كله يرى فينا عكسه ومصالحه تملي له بالقبضة الطاغوتية على كل العالم الإسلامي..
وهم يعلمون علم اليقين بأن المسلمين ليسوا كلهم ضعفاء، بل هناك من قوته بقلبه ولا يرضى الذل حيا أبدا والعمليات الإستشهادية للإسلاميين في فلسطين وأمريكا وغيرها وإن كانت قد أربكت كل حسابات الصهاينة فإنها غير كافية لتحقيق بديل أمتنا العملاقة، والتي يلزمها أيضا قومة حضارية عملاقة.. وإلا فلا خلاص من هاته الطاغوتية الغربية الممنهجة بنظام اليهود العالمي الجديد، الذي يعد أكبر قيد ضدنا : فهم يحاولون تحقيق استقرار شامل ليجمدوا به استعمارهم العسكري والإقتصادي بل والحضاري على الأمة.. والإسلاميون يرون بأن هذا الإستقرار طاغوت أكبر يجب الإستعداد له.. وإن خسرنا جولاته الأولى فلا بد للحق أن ينتصر ولو بمعجزات سماوية : »ولا تدري لعل الله يحذث بعد ذلك أمرا »
فنحن إذن أمام طاغوت عالمي هو العدو الأول أما الأنظمة العربية والمسلمة التي تجثوا على أعناقنا اليوم فليست بالعدوة الأولى : بل هي أيضا في نفس مصيبتنا، ويجب أن يكون الإسلاميون حكماء في دعوتهم للمذهبية الإسلامية ..ولن يتم ذلك إلا إذا أقنعوا الحكام أنها ستحقق طموحاتهم الكبرى في شعوبهم..ولهذ فإن القومة السياسية ضدهم غير كافية مهما جاروا بل للإسلاميين مهمات عديدة لإصلاح أنفسهم »فكرا وقلوبا » قبل مجتمعاتهم والتصالح مع أنظمتهم وإلا فلا ريب في تدخل الغرب كله لإنقاد حاكم يرونه رمزا لسياستهم.
فالعقدة إذن سميكة ..والمشكل عويص..وتأليب الشباب على الحكام للوصول للسلطة بشعارات فضفاضة لايجدي أمام القبضة الحضارية المحكمة للغرب على رقاب الحكام المسلمين..فالعديد من حكامنا مجبر على التقيد بالسياسات الدولية وإلا فإن في مقدور الغرب الإطاحة بأعتى أنظمتنا في بضع شهور وخلق فتنة شعبية عارمة داخل أي بلد إسلامي ..
وفي حالة طاغوتية هذا النظام ومحاولة وأده لهاته المذهبية بكل كفر بالبديل الإسلامي، فهاهنا الحذر الكبير حتى لانسقط في فتنة أكبر تغير مجتمعاتنا إلى مستنقعات لحروب أهلية يفقد فيها حتى الإسلاميون منا كل منطق : ليسقط الأبرياء وتتشابك أيادي المسلمين فيما بينهم فتكون هاته المذهبية نكالا علينا لاخلاصا لنا ..لهذا فإن الدعوة إلى الجهاد السياسي أمام طاغوتية الحكام له وظيفته الشريفة :وذلك بتبني المسار السياسي لكن بكل تماسك بين كل الحركات الإسلامية :لإصلاح النظام عبر كل ماهو عادل خصوصا أن الغرب نفسه يمهد لمثل هاته المنافسات الديقراطية التي لا يراها إلا لصالحه.ولن يتم ذلك إلا :
ـ باتقاء التفرق باسم المذهبية الإسلامية : » ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون »
ـ باتقاء التصادم كما قال الله عن اليهود : »بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى »
ـ التلاحم الكلي : » واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا »
ـ اتقاء كل الأمراض الحركية والسياسية :ك « المصلحية ، والتسلقية ، والوصولية ،والنفاق السياسي، والوعود الكاذبة، والإخلال بالمبادئ..والعمالة ..وغيرها »
دون أن ننسى بأن العودة بحكمنا للحكم بما أنزل الله دعوة نخبوية لاتقحم الجماهير إلا في آخر المطاف والحل السياسي هو آخر الحلول لا أولها كما تدعي العديد من حركاتنا :ففرق كبير بين إعلاء كلمة الله بين المسلمين وبين اتخاذها كأدوات للتسلط على المسلمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق